صحيفة لندنية تكشف تفاصيل عن لقاءات القاهرة المؤتمرية لتجاوز الخلافات بين جناح “صالح” و”هادي” والدور الذي يقوم به البركاني والشائف والقربي
يمنات – صنعاء
تجري قيادات مؤتمرية لقاءات في العاصمة المصرية، القاهرة، لتجاوز الخلافات حول اختيار قيادة جديدة للحزب، و محاولة إثناء هادي عن إصراره على قيادة المؤتمر.
و بدأت اللقاءات قبل أيام بين قيادات تقيم في كل من القاهرة و الرياض للاتفاق على تصعيد قيادة جديدة للحزب، للتوصل إلى حل وسط يوقف التصدع الذي يعاني منه المؤتمر الشعبي العام، و هو ما يتوقف على مقدار مرونة هادي في مسألة رئاسة الحزب.
و يصل أبوبكر القربي الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر إلى القاهرة قادما من لندن غدا الثلاثاء 28 أغسطس/آب 2018، للمشاركة في الاجتماعات و أملا في الحصول على تأييد قيادات الحزب بالخارج لـ”هادي”.
و تفيد مصادر أن مؤيدي هادي في اجتماعات القاهرة، أكدوا اعتراضه على عدم الأخذ بشرعيته كنائب لرئيس الحزب، و شددوا على عدم ترحيبه بإنهاء العقوبات الأممية على السفير أحمد علي صالح، الأمر الذي سيعقّد مهمة القربي، و ربما يؤدي إلى تأجيلها.
و بدأت في القاهرة اجتماعات لقيادات حزب المؤتمر بحضور رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر و الشيخ عبد الغني جميل وزير الدولة في حكومة هادي و المعين أمينا العاصمة، ونائب رئيس هيئة الأركان، كممثلين عن هادي، و عدد من قيادات الحزب المقيمة في كل من الرياض و القاهرة و الموالين لجناح “صالح”.
و يشارك في الاجتماعات الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للحزب و محمد بن ناجي الشايف عضو اللجنة العامة، كوسيط بين الطرفين في محاولة لتقريب المسافات بينهما، بعدما أخفق اللقاء الذي عقده هادي في القاهرة، مطلع أغسطس/آب الجاري، مع عدد من قيادات الحزب في التوصل لتفاهمات سياسية، بل وصلت منه رسائل سلبية بشأن رفض قيادته للحزب في المرحلة المقبلة.
و تعكس السرية التي تخيّم على اجتماعات القاهرة رغبة في تخفيض مقدار الضجيج الإعلامي حولها و تجنّب إثارة المزيد من الخلافات في صفوف المؤتمريين.
و اعتذر الشيخ سلطان البركاني عن عدم الإفصاح عما وصلت إليه الاجتماعات، و رفض الإدلاء بتصريحات.
و قال البركاني: أقوم بدور الوسيط بين الأطراف المختلفة، و لا يجب الحديث لوسائل الإعلام الآن.
و قال محمد المسوري محامي الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، و أحد قيادات المؤتمر الشعبي العام: اللقاءات تستهدف أن يكون لحزب المؤتمر من يمثله خارجيا في أعماله و لقاءاته، لحين انتخاب قيادات جديدة، و هو مطلب يسعى إليه الجميع كي يكون هناك حضور إقليمي للحزب عندما يحين وقت التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة اليمنية سياسيا.
و أكدت مصادر يمنية، أن مفاوضات القاهرة تركز على ثلاث نقاط رئيسية؛ الأولى مستقبل الرئيس هادي في الحزب، و تعترف قيادات حزب المؤتمر في القاهرة بشرعيته كرئيس للجمهورية و ليس رئيسا للحزب و تتعامل معه على أنه أحد أعضاء المؤتمر، و الثانية رفع العقوبات عن السفير أحمد عبد الله صالح، و الثالثة الوصول إلى توافق عام على قيادة جماعية من اللجنة العامة للحزب لإدارة شؤونه في المرحلة المقبلة لحين عقد الانتخابات و اختيار رئيس للحزب.
و حسب مصادر شاركت في الاجتماعات، يرتكن الطرفان على لائحة الحزب في ما يتعلق بإدارة شؤونه، و توصّلا إلى قيام اللجنة العامّة المكونة من سبعين عضوا، وتمثل قيادة الحزب الجماعية بوضع مشروع مرحلي لإدارته، ويُكلّف أمناء العموم المساعدون، كل في موقعه، بإدارة شؤون الحزب الإدارية، لحين التمكن من تنظيم الانتخابات، عقب إنهاء سيطرة الحوثي على صنعاء.
و حسب المصادر، رحب ابن دغر رحب بتلك المقترحات، وطالب بمنح فرصة لعرضها على هادي، ويتوقع أن يوافق في النهاية على هذا الطرح، مقابل الحصول على دعم جميع قيادات الحزب في الخارج له كرئيس للدولة.
و شدد يحيى أبو حاتم، أحد أعضاء حزب المؤتمر الموالين لـ”هادي” على أنه لا تراجع عن التعامل مع هادي، باعتباره نائبا لرئيس لحزب المؤتمر الشعبي و القيادة العليا به، لحين عقد اجتماعات اللجنة العامة و اللجان الدائمة و التحضير إلى الانتخابات.
و أشار إلى أن اجتماعات القاهرة تتواصل الأيام المقبلة للاتفاق على موعد إجراء انتخابات اللجنة العامة و اللجان الدائمة من أعضاء الحزب المتواجدين في الخارج. مؤكدا أن قيادات الحزب الموالين لـ”هادي” يرفضون الارتكان إلى اللجنة العامة الحالية، لأن بعض أعضائها يخضعون لسيطرة الحوثيين في صنعاء.
و تعبّر تصريحات أبو حاتم، وهو يشغل أيضا منصب مستشار لوزير الدفاع اليمني، عن جوهر الخلاف بين الطرفين، لكن جهات فاعلة على رأس قيادة حزب المؤتمر بالقاهرة ترى أن هادي يدرك جيدا أنه ليس له شعبية قوية داخل الحزب و من مصلحته التخلي عن المطامح الحزبية لصالح إدارة الدولة.
و يرى متابعين أن اشتراك جميع الأطراف في مواجهة أنصار الله للسيطرة على المؤتمر الشعبي العام سيكون حاسما في التوصل لاتفاق بشأن قيادة الحزب.
كما أن تراجع قيادات القاهرة عن الاعتراف بشرعية الشيخ صادق أبو راس الذي صعد في صنعاء لتولي أعمال رئيس الحزب، أحد المحاور التي تشكل نقطة اتفاق بين الطرفين المتخاصمين.
و أكد أحد القيادات البارزة في حزب المؤتمر بالقاهرة، طالبا عدم ذكر اسمه، أن هناك قرارات عامة تم الاتفاق عليها من حيث المبدأ، لكنها بحاجة إلى موافقة من جهات رسمية أعلى منها، على رأسها عدم إجراء انتخابات رئاسة الحزب و المناصب العليا داخله قبل إنهاء سيطرة أنصار الله على صنعاء.
و تتفق قيادات الخارج على ضرورة رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على السفير أحمد عبد الله صالح، قبل تقديم تنازلات في الملفات الأخرى، و تنتظر قيادات القاهرة موافقة هادي على ذلك المطلب، الذي يعد دليلا على حسن النوايا لإنهاء الخلافات.
المصدر: صحيفة العرب اللندنية
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.